أقامت الجمعية الخيرية لإكرام المسنين (إكرام) ندوتها الرقمية الأولى، تحت عنوان:
(( كيف نعيشُ معهم ))
والتي نُفّذت بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن.
شارك في الندوة:
الدكتور عطيه بن عبدالله الباحوث
الدكتور محمد بن عبدالله الشاووش
الأستاذ سالم بن الحسن الغامدي
الدكتور: محمد بن أحمد الشرفي
أدار الندوة المدير التنفيذي للجمعية عبدالرحمن بن عطية أبورياح
تحدث الدكتور عطيه بن عبدالله الباحوث، عن مراحل عمر الإنسان، بدءً من مرحلة الطفولة وبراءتها مرورًا بمرحلة التكليف والشباب والقوة والإنتاجية، ثم مرحلة الشيب والضعف، مبينا أنها مرحلة الإنتاج والعطاء الفكري الناضج. واستشهد بتعامل النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء حصين، وهو أحد سادة قريش (وكان مشركًا) إلى النبي صلى الله عليه وسلّم
فلمّا رآه قال لصحابته: أوسعوا للشيخ؛ احترامًا لكبر سنه.
وحدّثه الرسول صلى الله عليه وسلّم بلطفٍ وتقدير.
وتناول كيف أسس صلى الله عليه وسلم احترام كبير السن وإجلاله بغضّ النظر عن ملّته أو جنسيته أو لونه. وتناول حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ) [رواه أبو داود] وطالب الشيخ عطية بأن يتم تقديم الكبير عند الكلام، وتعند الرأي، وفي المجالس، وفي الشارع، وفي الدوائر الحكومية وغيرها.
—————————–
أما الدكتور محمد بن عبدالله الشاووش، فقد تحدث عن الجوانب النفسية للمسنين.
مستهلا بإحصائيات منظمة الصحة العالمية حول كبار السن
والزيادة المتوقعة ما بين ( 2015م – 2050م) خلال السنوات القادمة لمن هم فوق سن 60 عامًا.
وذكر أن من عوامل خطورة الإصابة بالأمراض النفسية في مرحلة الشيخوخة :
• زيادة معدل الإصابة بالأمراض (مثل: أمراض القلب، الجلطات الدماغية، الزهايمر، وغيرها).
• الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
• فقدان الصداقات، وكذلك الاعتمادية على النفس، والعمل والدخل، والمرونة والحركة.
• العزلة الاجتماعية.
• تغيرات جذرية في نمط الحياة؛ كالذهاب للعيش في دور المسنين.
• التنويم في المستشفى
وذكر الدكتور محمد أن الأمراض النفسية الشائعة في مرحلة الشيخوخة هي:
• الخرف.
• الاكتئاب.
• القلق.
• الأمراض العقلية
• اضطرابات النوم
• وهي ليست جزءًا طبيعيًّا من التقدم بالعمر، وإذا لم يتم علاجها فإنها قد تؤدي إلى الإرهاق والمرض.
استراتيجيات المعالجة والرعاية
• من المهم إعداد مقدمي الخدمات الصحية والمجتمعات من أجل تلبية الاحتياجات النوعية للمسنين وهذا يشمل:
• تدريب المهنيين الصحيين على رعاية المسنين
• توقي ومعالجة الأمراض المزمنة المرتبطة بالسن؛ بما في ذلك الاضطرابات النفسية والعصبية واضطرابات تعاطي الالكحول والمخدرات
• وضع سياسات مستدامة للرعاية طويلة الأجل والرعاية التلطيفيه
• تطوير خدمات وأوضاع مواتية للمسنين.
• تطوير الخدمات التطوعية
تعزيز الصحة:
• تأسيس نظام نفسي فاعل وصحي. فالتعزيز الصحي الخاص بالصحة النفسية للمسنين ينطوي على إيجاد ظروف معيشية وبيئات تدعم الرفاهية وتسمح للأشخاص بأن يبدؤوا بأنماط حياة صحية ومتكاملة. ويعتمد تعزيز الصحة النفسية – إلى حد كبير – على استراتيجيات تضمن للمسنين الموارد اللازمة لتلبية احتياجاتهم الأساسية؛ مثل:
• توفير الأمن والحرية،
• إسكان لائق من خلال سياسات إسكان داعمة،
• دعم اجتماعي للفئة السكانية كبيرة العمر وللقائمين على رعايتهم،
• برامج صحية واجتماعية تستهدف الفئات سريعة التأثر؛ مثل أولئك الذين يعيشون لوحدهم، وسكان المناطق الريفية، أو الذين يعانون من علة نفسية أو بدنية مزمنة
• برامج لمنع والتعامل مع إيذاء المسنين
• برامج تنمية مجتمعية مناسبه للمسنين
الرعاية الصحية النفسية في المجتمع:
• تزويد مقدمي الرعاية بالتعليم والتدريب والدعم.
• ايجاد بيئة تشريعية ملائمة وداعمة، تستند إلى معايير حقوق الإنسان المقبولة دولياً، لضمان تقديم أعلى جودة من الخدمات للأشخاص الذين يعانون من علل نفسية للمسنين وللقائمين على رعايتهم وحماية حقوقهم.
واختتم الدكتور الشاووش حديثه بجزيل الشكر والتقدير للجمعية على ماتقدمه للفئة الغالية على قلوبنا كبار السن وماتوليه من عناية واهتمام بهم.
————————-
أما الأستاذ سالم الحسن الغامدي مدير عام الاشراف التربوي في وزارة التعليم سابقًا فقد تناول الجوانب التربوية في التعامل مع كبار السن مركزًا على احترام كبار السن والعناية بهم من جميع النواحي.
وأشار إلى أعداد كبار السن المتزايدة والتي تتطلب العناية والاهتمام والنظر لاستثمار هذه الفئة بدرجة عالية.
مستشهدًا تركيز كثير من دول العالم عليهم في المجالات الاقتصادية والعلمية بشكل أكبر؛ ولذلك تم تمديد أعمار بعض الوظائف ذات الأهمية البالغة مثل الطب وغيره.. لأنهم يرون كبير السن وخبرته ثروة وطنية عظيمة.
ويُطلق الأجانب وصف الرجل الحكيم والناضج على كبار السن؛ تأكيدًا لقيمة كبار السن العظمى، وكيف يجب أن تستثمرهم المجتمعات.
وتطرق في حديثه إلى أن الحياة السعيدة والجميلة من أسباب النجاة. وبين أن من أهم القضايا التربوية التي يجب أن نعيها أن هذا السن والمرحلة العمرية ليست لإبعادهم أو ابتعادهم عن الحياة، بل عليه ان يستمتع بها كما استمتع بمراحل عمره السابقة، وعلينا توعيتهم بذلك، وتوعية من حولهم ومن يقومون على رعايتهم، وخاصة الأحفاد ومتعتهم بتواجد أجدادهم، واستمتاع الأجداد بأحفادهم.
كما تناول في حديثه تغيّر الحال بعد أن كان الجد والجدة يعيشون مع أبناءهم وأحفادهم، ومع تغيّر الوقت والظروف أصبح كبار السن يستقلّون في مساكنهم بعيدًا عن أبناءهم، لذلك فإنه من الواجب تربويًا لا بدّ أن يشعر الصغار بقيمة الكبار، وهذه مسؤولية الأبوين، وأن يرشدوهم لحسن التعامل مع كبار السن، واحترامهم. فالحياة دول ومن يعش مرحلة الرجولة والقوة اليوم سيكون غدًا في مرحلة الشيخوخة، فإذا ربّى الصغار على احترام الكبار سيحظى بمثل هذه الرعاية.
كما أن الجانب التربوي للأبناء في قيمة الكبار عظيم.
فكبار السن ثروة علمية كبرى، ومن كان عنده كبير وفوّت علمه وخبرته وثرواته المعرفية، فقد فوّت الكثير من الحكمة والعِبر.
كما أنّ دور كبار السن عظيم في الجانب التربوي، وتوظيف خبرتهم وتقدير العائلة لهم في حل المشكلات العائلية، فالكثير من المشاكل العائلية يجتمع عليها الكثير من العائلة ويعجزون في حلها، وعندما تُعرض على كبير السن في العائلة فإنه ينهي حلها بسهولة.
وتحدّث عن حساسية كبير السن بشكلٍ كبير وشعوره بأنه أصبح عبء على من حوله، وهذا أسوأ ما يمر به.
وهنا تتطلب هذه المرحلة رعاية خاصة وذكية.
ومتى ما أحس كبير السن بأهميته، وأن قيمته محفوظة، وهناك من يهتم به وبعلمه وسؤاله والاحتفاء به، فإن ذلك يزيده ثقةً عظيمة، وتغنيه عن الكثير من الأدوية.
عمل جدولة لزيارة كبير السن من أقاربه وأصدقاءه وتقديم ما يفرحه من هدايا وإن كانت بسيطة ولطافة الحديث، واستشارته وأخذ رأيه، لما يتمتعون به من الحكمة وحسن الرأي.
الابتعاد عن إخبارهم الأخبار السيئة مثل وفاة أصدقاءهم، أو أقاربهم، والأحداث المأساوية من حروب وغيرها لأن مثل هذه الأخبار تصيبهم بالاكتئاب، والخوف من الموت.
قائلاً في ختام مشاركته (احرصوا على إسعاد كبار السن وابتسامتهم وإدخال السرور على قلوبهم).
———————–
وتناول الدكتور محمد بن أحمد الشرفي رئيس قسم التربية وعلم النفس بجامعة الباحة الجوانب الاجتماعية في التعامل مع كبار السن.
حيث تحدّث عن مرحلة كبر السن واحتياجاتها ومتطلباتها، لتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي لكبار السن.
وأن الدعم والرعاية الاجتماعية تحتاجها جميع المراحل العمرية
لكن تختلف نسبة الحاجة لها من مرحلة إلى أخرى.
إلاّ أنها تعتبر لكبار السن من أهم أوجه الرعاية والتعامل السليم، إضافة إلى الجوانب الأخرى من الرعاية.
ومرحلة كبر السن تحتاج الكثير من العناية والدعم الاجتماعي، والتفاعل مع المجتمع؛ لكسب الانتماء وتحقيق الذات؛ وذلك ينعكس على توافقه الاجتماعي والنفسي. لافتا إلى اهمية الاهتمام بكبار السن لعدة أمور من أهمها:
– أنها حقوقه كمواطن يستحق جوانب الرعاية الاجتماعية التي يستحقها.
– جانب من رد الجميل الإنساني والاعتراف بالفضل لهذه الفئة التي قدمت الكثير للمجتمع والأسرة وساهمت في تنمية المجتمع وتطويرها.
– وجود كبار السن مهم في المنازل، وله جاذبية اجتماعية، حيث أنهم مصدر للتفاعل الأسري والإيجابي، وتقديم النصيحة الفعّالة ومشاركة الأجيال بالخبرات والتجارب.
واستعرض الدكتور الشرفي في حديثه الاستراتيجية العربية المشتركة لكبار السن التي وضعت من قبل مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وهي خطة عشرية تبدأ من 2019م إلى: 2029م
تهتم بتقديم سبل الرعاية بشتى أنواعها لكبار السن، والتي تحقق أهدافها التوافق الاجتماعي والصحي.
كما أن منظمة الصحة العالمية عام: 2015م قدمت استراتيجية عالمية، وخطة عمل، بشأن الشيخوخة والصحة لكافة الدول، ووجهة إلى فكرة الدمج الفعال لكبار السن في المجتمع، وعدم فصلهم عن المجتمع بشكل كلي عن المجتمع، بل إعادة تنشيط دورهم الاجتماعي وتعزيز مشاركتهم في كافة المناسبات والأنشطة المجتمعية؛ لتحقيق التكيف الاجتماعي والمشاركة الفعالة.
لا تعليق